فرنسا قلقة على مصالح أوكرانيا وأوروبا في خطة ترامب بشأن السلام مع روسيا.. فما القصه؟
حزب إرادة جيلتخشى فرنسا أنه بعد وصول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى السلطة، سيكون قادرًا على التفاوض على السلام مع روسيا دون مراعاة مصالح أوكرانيا وأوروبا، على ما قالت صحيفة "ذي إيكونوميست"، اليوم الجمعة.
وقالت "ذي إيكونوميست"، في تقرير لها، إنه قد يحاول ترامب عقد صفقة سهلة، تجمع بين الجزرة لروسيا والعصا لأوكرانيا، برفع العقوبات عن روسيا ووقف إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، و"إذا سقطت أوكرانيا، فسوف يلوم بايدن ببساطة على كل شيء"،.
وذكرت أن مستشارو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يشعرون بالقلق من أن تتحول الدبلوماسية في هذه القضية إلى نموذج "أمريكي روسي"، وأن يتم تجاهل مصالح أوكرانيا وأوروبا.
ونقلت عن دبلوماسي من أوروبا الشرقية قوله: "لا أعتقد أنه يجب علينا محاربة ترامب بمعنى أننا نريد السلام في أوكرانيا".
وجادل الدبلوماسي الأوروبي بأنه لا يجب أن يكون المدافعون عن روسيا فقط هم من يدعون إلى إنهاء الحرب.
وقال: إن الهدف يجب أن يكون السلام الدائم، وليس السلام "غير المكتمل"، مضيفًا: أنه لا يزال ترامب "يلعب بالأفكار، ويبحث عن آراء من الأوروبيين".
مرشح ترامب لأوكرانيا يقترح فرض محادثات السلام من خلال سحب الأسلحة الأمريكية
تأتي المخاوف الفرنسية في وقت أثارت خطة ترامب للاستعانة بالجنرال المتقاعد كيث كيلوج كمبعوث خاص إلى أوكرانيا وروسيا اهتمامًا متجددًا بوثيقة سياسية شارك في تأليفها تقترح إنهاء الحرب بسحب الأسلحة من أوكرانيا إذا لم تدخل في محادثات السلام - وإعطاء المزيد من الأسلحة لأوكرانيا إذا لم تفعل روسيا الشيء نفسه.
ووفقا لما أوردته صحيفة الجارديان، في تقرير لها اليوم الجمعة، فإن ترامب استجاب بشكل إيجابي للخطة التي سميت "أمريكا أولًا، روسيا وأوكرانيا" والتي عُرضت عليه في أبريل وكتبها كيلوج ومحلل وكالة المخابرات المركزية السابق فريد فليتز، اللذان خدما كرئيسين لهيئة الأركان في مجلس الأمن القومي لترامب من عام 2017 إلى عام 2021.
وتقترح الوثيقة وقف المزيد من عمليات تسليم الأسلحة الأمريكية إلى كييف إذا لم تدخل في محادثات سلام مع موسكو، بينما تحذر موسكو في الوقت نفسه من أنه إذا رفضت التفاوض، فإن الدعم الأمريكي لأوكرانيا سيزداد.
وتلقي الوثيقة باللوم على السياسة الخارجية الأمريكية "غير الجادة وغير المتماسكة" في عهد جو بايدن في الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات، بما في ذلك ما وصفته بالانسحاب الأمريكي "المتسرع" من أفغانستان، والعداء المفترض لحلفاء الولايات المتحدة بما في ذلك إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وسياسة تجاه الصين وصفت بأنها "ضعيفة ومربكة".
وتتهم إدارة بايدن أيضًا بوضع "الأجندات المثالية للنخبة العالمية قبل علاقة العمل مع روسيا" - وهي "سياسة معادية" تزعم أنها "جعلتها عدوًا للولايات المتحدة، ودفعت روسيا إلى أحضان الصين وأدت إلى تطوير محور جديد بين روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية".
وانتقد كيلوج وفليتز ما قالا إنه قرار بتوبيخ فلاديمير بوتين وتهديده بعقوبات "غير مسبوقة" بينما كان يستعد لغزو أوكرانيا، "بدلًا من استخدام المفاوضات لتهدئة التوترات". وقالا: "كان من الممكن أن يمنع نهج أمريكا أولًا الغزو".