هايدي فاروق تكتب: الأب قبل الطفل يا بنات
هايدي فاروقحزب إرادة جيلأثارت فتاة مصرية تدعى ريم مهنا ضجة على مواقع التواصل بإعلانها عن تجميد بويضاتها، حتى ظهور الزوج المناسب!! .
ريم مهنا , فتحت باب للجدل (دينيا وطبيا واجتماعيا) وهو أمر ليس بجديد فكل فترة يطفو هذا الموضوع علي السطح للنقاش نظرا لتأخر سن الزواج وبالتالي حدوث مشاكل كثيرة عند الإنجاب.
وبعيدا عن جوازه دينيا أو فرص نجاحه الطبية التي اشك في نجاحها بالنسب المرتفعة التي تظنها الفتيات في مصر فنسب النجاح مع وجود الزوج والبويضات الفريش لا تتجاوز ال40% لكن ما يشغلني هو النقاش حول هذا الطرح اجتماعيا. .. فأساس الأسرة هو الزوج والزوجة ثم الأبناء زينه الحياة , فالفطرة التي فطرنا الله عليها هي أن يكلل نجاح العلاقة أبناء وبنات يعيشوا في كنف الأب ينعمون بمودة وحنان الأم هذا هو أساس الزواج. الأساس هو اختيار رجلا يصلح زوجا وأبا.
ولذلك ينصح كثير من علماء الاجتماع بتأجيل قرار الإنجاب عام كامل حتى تستقر الحياة ويكون كل طرف تفهم الطرف الأخر, فالزواج مارثون يحتاج نفس طويل , من يسقط يخسر يخرج من السباق كل يوم يحمل تحدى جديد يحتاج لصبر وتحمل .
هذا هو المنطق الحصان قبل العربة الرجل والمرأة ثم الطفل لكن وضع العربة أولا والهرولة بها والعناد والكبر هو السبب الأساسي لكثرة حالات الطلاق وارتفاعها عاما بعد عام. وخلق جيل من الأطفال ضحايا للطلاق حيث يقدر عددهم ب9 مليون طفل ناهيك عن قضايا الرؤية والحضانة ويتحول الطفل إلى سلاح يشهره كل طرف في وجه الأخر للحصول على المكاسب .
تجميد البويضات ليست مسألة سهله , العملية نفسها مؤرقه تتعرض المرأة لجرعات عالية من الهرمونات عن طريق الحقن و الأدوية لإخراج عدد من البويضات الصالحة للتجميد مما يكون له الكثير من الآثار الجانبية الصحية والنفسية فتزيد من عصبيتها وغضبها وعدم تحملها بل أن النساء المتزوجات في رحلة الخصوبة وخلال تواجدهن مع أزواجهن تنتابهن الكثير من مشاعر الغضب والضيق ويحتجن لجرعات مكثفة من الدعم النفسي فما بالك بالفتاة التي تقبل على ذلك بمفردها تسعي للأمومة قبل أن تعرف من سيكون الأب تريد أن تأتى بطفل وهى ليست على علم بأخلاق وطباع من سيكون الأب ربما تتزوج وتجد بعد فترة أنها أخطأت الاختيار وان زوجها لا يتحمل المسؤولية لا يستحق أن يكون أب فلماذا تأتى بأطفال يكون مصيرهم التشرد .
انه فعل به كثير من الأنانية والاستمتاع بغريزة الأمومة دون تأمين حياة الطفل نفسه وللأسف هو جزء لا يتجزأ من نظرة المجتمع الذي يلاحق الفتاه كي تسرع في الزواج والإنجاب كأنها بضاعة من المفروض استهلاكها قبل تاريخ الانتهاء . حتى في وجود زوج لا يتحمل المسؤولية متهور أناني يدفع الأهل و المجتمع الزوجة كي تنجب دون النظر للعواقب فكم من زوجات حملن وأنجبن وطلقن في أول عام من الزواج وكان الأبناء هم ضحية هذا الطيش ضحية أرضاء الأهل والجيران.
وكم من بنات غير متزوجات يفكرن في تجميد البويضات ولا واحده فيهن تعرف أن تصنع كوب شاي لنفسها تحلم بالأمومة وهى نفسها طفله لا تقوى على اتخاذ قرار. أخشى أن الكلام عن تجميد البويضات يصبح موضة يتشدقن بها الفتيات كمرحلة من مراحل ((independent women.
ما أريد قوله هو أن الأمومة مسئولية قرار مشترك بين الرجل والمرأة حياة مستقرة يزينها الأبناء , جو عائلي سعيد , واجب الأم أن تختار رجل صالح يكون أبا مسئولا وأن تحاول جاهدة أن تضمن لطفلها الاستقرار والدفيء والحنان والحياة السوية والنفسية الهادئة . الزواج ليس بويضة مجمده تنتظر التلقيح , الزواج نصف الدين مؤسسة اجتماعية لها قدسيتها وخصوصيتها هكذا تستقر العين وتهدأ النفس ويصلح حال المجتمع .