تقرير فرنسى: زيارة ماكرون لمصر تدعم الخطة العربية بشأن غزة


أكدت صحيفة "لوكسبريس" الفرنسية، أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر منذ أمس تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا عسكريًا جديدًا بعد انهيار هدنة استمرت شهرين في قطاع غزة، ما جعل من الجهود السياسية والإنسانية أولوية ملحّة للدبلوماسية الفرنسية.
أهداف زيارة ماكرون لمصر
وتابعت أن برنامج ماكرون في القاهرة يركز على محورين رئيسيين: أولهما سياسي يتمثل في دعم خطة عربية مصرية تستهدف إعادة إعمار غزة ومواجهة الطروحات المثيرة للجدل التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وثانيهما إنساني يهدف إلى الدعوة العاجلة لرفع الحصار عن المساعدات الإنسانية الموجهة لسكان القطاع.
وأكد قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي يسعى من خلال هذه الزيارة إلى إظهار التزام بلاده بتحقيق وقف فوري لإطلاق النار في غزة، مع التأكيد على ضرورة التحرك إزاء ما وصفه بـ"الوضع الطارئ" هناك.
وأشارت الصحيفة إلى أن ماكرون بدأ نشاطه الرسمي بلقاء غير رسمي مع الرئيس السيسي في سوق خان الخليلي التاريخي وسط القاهرة، قبل أن يجتمع به مجددًا صباح الإثنين في لقاء رسمي موسّع.
كما تم عقد قمة ثلاثية لاحقة انضم إليها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في إشارة إلى سعي فرنسا لتعزيز التنسيق مع الدول المجاورة للأراضي الفلسطينية في ظل خطط ترامب المثيرة للجدل والتي تتضمن مقترحات بنقل سكان غزة إلى أراضٍ في مصر والأردن.
وأوضحت الصحيفة أن الإليزيه أعلن أن ماكرون ناقش ملامح تسوية سياسية شاملة تستند إلى حل الدولتين، الفلسطينية والإسرائيلية، ومن المقرر أن يشارك في يونيو المقبل في مؤتمر دولي يُعقد في الأمم المتحدة إلى جانب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وقد يشكل هذا الحدث، حسب مصادر دبلوماسية فرنسية، لحظة مناسبة تعتزم باريس استغلالها للاعتراف رسميًا بدولة فلسطينية، في حال توافرت الظروف السياسية والدبلوماسية اللازمة.
أجندة ماكرون فى القاهرة.. أهداف سياسية واقتصادية
كذلك يتوجه الرئيس الفرنسي إلى مدينة العريش بالقرب من معبر رفح المغلق الثلاثاء، حيث سيلتقي عناصر من منظمات إنسانية فرنسية ودولية، من بينها الهلال الأحمر المصري وموظفون تابعون للأمم المتحدة، من المتوقع أيضًا أن يلتقي ببعض المستفيدين الفلسطينيين من المساعدات.
وأشار قصر الإليزيه إلى أن ماكرون سيجدد من هناك دعوته لفتح المعابر الإنسانية نحو غزة، كما سيؤكد استمرار التزام بلاده في تقديم الدعم الإنساني لسكان القطاع الذين يعيشون أوضاعًا مأساوية بعد أن نزح معظمهم بسبب الحرب.
وعلى الصعيد الثنائي، عمل الرئيس السيسي وماكرون على التوقيع على عدة اتفاقيات تعاون بين فرنسا ومصر تشمل مجالات النقل، الصحة، الطاقة المتجددة، والتعليم العالي، ما يعكس رغبة الطرفين في تعزيز الشراكة الاقتصادية بالتوازي مع التعاون السياسي والدبلوماسي في ملفات إقليمية شديدة الحساسية.
وحسب الصحيفة فإن زيارة ماكرون إلى مصر تأتي في وقت بالغ التعقيد إقليميًا، وتحمل في طياتها رسائل متعددة الأبعاد، سواء في سياق التنافس الدولي على التأثير في ملف غزة، أو في إطار الدور الفرنسي المتجدد في الشرق الأوسط.